الخميس، ٢ تشرين الثاني ٢٠٠٦

تصادف يوم الجمعة، الثلاثين من آذار، الذكرى الواحدة والثلاثين ليوم الأرض الخالد؛ هذا اليوم المفصلي في تاريخ شعبنا العربي الفلسطيني، هذه الهبّة الجماهيرية التي شملت، ولأول مرة منذ النكبة والتهجير، كافة قطاعات شعبنا من الناجين من التطهير العرقي عام 1948، ومن الذين يعانون أشرس أنواع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 1967، وفي مخيّمات الشتات. وكان هذا أول إضراب عام أعلنته جماهيرنا في الداخل، وقد تحوّل إلى مواجهة شاملة بين جماهير شعبنا، نساءً ورجالاً، وبين قوّات جيش الاحتلال وشرطة الحقد العنصري التي عادت لاغتصاب واحتلال قرانا ومدننا. وارتوت أرض فلسطين الحبيبة بدماء الشهداء الطاهرة ودماء الجرحى الزكية، ليَثبُت من جديد انتماؤها العربي الفلسطيني، ولنؤكّد من جديد تمسكنا بها، وعزمنا على إفشال مخططات المصادرة والتشريد والتطهير العرقي. وقد أنجزت هبّة يوم الأرض 1976 التحوّل التاريخي الذي ارتقينا فيه من مجموعة ملاحَقة ومستهدَفة يجرّب العدوّ محو هويتها، إلى جزء حيّ وفعّال من هذا الشعب الفلسطيني الجبار الذى علّم العالم كلّه دروسًا في الصمود والنضال. تأتي الذكرى الـ-31 ليوم الأرض، والنظام الصهيوني العنصري لا يغيّر من طبعه الحاقد، فلا يمرّ يوم دون أن نسمع عن بيت عربي هُدم، أو عن مسح قرية بأكملها - كما حدث قبل أسبوعين في قرية الطويل في النقب، أو عن شاب عربي قُتل بنيران شرطة إسرائيل فسقط مستشهدًا (وقد قتلت الشرطة بدم بارد وبدون عقاب، أكثر من ثلاثين من أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر منذ هبّة القدس والأقصى عام 2000)، أو عن مصادرة جديدة أو زيادة التمييز العنصري أو عن اعتقالات ومحاكم عنجهية تعسّفية ضد المناضلين من أبناء شعبنا، وعن خطوات جديدة من فظائع هذا النظام. ويأتى يوم الأرض الجديد هذا وجماهيرنا تواجه أصعب التحدّيات، ولكننا نعاني، في ظل الهجمة العنصرية، من أزمة ذاتية؛ أزمة آليات التنظيم والنضال الجماهيري، التي أدّت إلى غياب الرد الجماعي الحازم المناسب في العديد من القضايا. ولا شك أن الإخفاق في إعلان الإضراب العام في يوم الأرض 2007 هو تقصير يعبّر عن أزمة وضعنا النضالي وها هو يوم الأرض الخالد، اليوم الوطني الرئيسي على جدول أعمالنا السنوي، يُلزمنا بطرح سؤال أمام أنفسنا، قبل أن يقيّمنا الصديق أو العدو: هل نحن على قدْر المسؤولية، وهل نتغلب على خلافاتنا الحزبية وعلى انشغالاتنا اليومية لكي نخصص هذا اليوم كيوم نضالي يثبّت هويتنا الوطنية؟ وكنا نتمنى حسم هذا الموضوع مرّة وإلى الأبد بإقرار يوم الأرض يومًا وطنيًا شاملاً يتميّز بالإضراب العام وبالأعمال الجماهيرية، ولكن، وللأسف الشديد، وبدل الحسم والوضوح يتعرّض يوم الأرض الخالد كلّ سنة من جديد، للضغوطات والتساؤلات وحسابات الربح والخسارة. جماهير شعبنا الصامدإن احياء ذكرى يوم الأرض هو واجبٌ وطنيٌ وعهدٌ لتمسكنا بأرضنا ووطننا ووفائنا لدماء الشهداء والجرحى وأسرى الحرية... اننا في حركة أبناء البلد ندعو الجميع لتجنيد كافة الطاقات للتنظيم وللمشاركة ولانجاح الفعاليات والنشاطات في كل قرانا ومدننا وتجمعاتنا، وندعوكم على وجه الخصوص للمشاركة الجماهيرية المهيبة في المسيرة المركزية في سخنين، بلد شهداء يوم الأرض، حيث تنطلق المسيرة في تمام الساعة الواحدة ظهراً، بعد صلاة الجمعة، من قرب مسجد النور.

المجد والخلود لشهداء شعبنا وأمتنا الأبرار!عاش يوم الأرض الخالد

ليست هناك تعليقات: